Admin Admin
المساهمات : 329 تاريخ التسجيل : 10/01/2010
| موضوع: ((البحث العلمى جامعة المنوفية)) الإثنين أكتوبر 15, 2012 7:24 am | |
|
جامعة المنوفية كلية الاقتصاد المنزلي قسم الاقتصاد المنزلي والتربية
إعداد حنان أحمد علي محمد
إشراف د / أحمد بهاء الحجار
العام الدراسي (2010- 2011)
محتويات البحث - مقدمة - تعريف البحث العلمي - حلقة البحث - تعريف حلقة البحث - خصائص حلقة البحث - أهداف حلقة البحث - تنظيم حلقة البحث - صفات وواجبات المشرف علي حلقة البحث - أهمية البحث العلمي - أهداف البحث التربوي - خصائص البحث التربوي - الصفات الواجب توافرها في الباحث - الصفات الواجب توافرها في المشرف - أنواع البحوث التربوية - أولا تصنيف البحوث وفقا للغرض منها: 1- البحوث الأساسية 2- البحوث التطبيقية 3- بحوث التقويم 4- البحث الموقفي - ثانيا تصنيف البحوث وفقا لمنهجها : 1- البحوث التاريخية 2- البحوث الوصفية :أ- البحث المسحي:- وفقا للمجال - وفقا للعينة - وفقا للبعد الزمني - وفقا للهدف من المنهج المسحي ب- البحث التحليلي:- بحوث تحليل التفاعل - بحوث التحليل البعدي ج- دراسة الحالة 3- البحوث الارتباطية 4 - البحوث التجريبية 5- البحوث السببية المقارنة - ثالثا تصنيف البحوث وفقا للتصميم:- 1- البحث الكيفي 2- البحث الكمي
مقدمة إن نشأة البحث العلمي قديمة قدم الانسان علي سطح الأرض فمنذ أن خلق الله آدم، ونزوله الأرض، والانسان يعمل عقله وفكره ويبحث عن أفضل السبل فوق سطح الأرض ، ومن ثم لتحقيق وظيفة الاستخلاف التي خلق الله الانسان من أجلها 00 قال تعالي( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) (سورة البقرة:آية 30) فلقد بدأ الانسان البحث منذ وجوده علي هذه البسيطة حتي يتمكن من تلبية حاجاته ورغباته المختلفة المادية منها والعنوية . ولكن البحث في الماضي لم يكن علميا ويتمتع بمنهجية واضحة كما هو عليه الآن لبساطة الحاجات والرغبات التي كان يبحث عنها الانسان البدائي والتي كانت تتحقق بذلك النوع من الأبحاث وكنتيجة للتقدم والتعقيد الذي حصل في حياتنا الحالية سواء في الظروف التقنية أو الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية كان لابد أن تتغير معها طريقة البحث بشكل يضمن تحقيق حاجات ورغبات الانسان في هذا العصر. ولذلك يحتل البحث العلمي في الوقت الراهن ، مكانا بارزا في تقدم النهضة العلمية حيث تعتبر المؤسسات الأكاديمية هي المراكز الرئيسة لهذا النشاط العلمي الحيوي ، بما لها من وظيفة أساسية في تشجيع البحث العلمي وتنشيطة وإثارة الحوافز العلمية لدي الطالب والدارس ، حتي يتمكن من القيام بهذه المهمة علي أكمل وجه. وهذا ما جعل البحث العلمى أصبح سمة واضحة للتقدم و التطور و الازدهار على مستوى أى مؤسسة أو دولة من دول العالم المختلفة و هذه حقيقة أصبحت ملموسة فبقدر ما يزداد عدد الباحثين المؤهلين و الناجحين و بقدر ما يعنى بمراكز البحوث ويقدم لها من إسناد مادى و معنوى بقدر ما ينعكس ذلك على تقدم و تطور المجتمع و الدولة و نمو إمكاناتهم فى جميع المجالات التى يشملها البحث و التطوير.
تعريف البحث العلمي: بالنظر إلي المعني اللغوي نجد أن كلمة البحث : فهي مصدر بمعني الطلب والتقصي ، أو فتش ، أو تتبع ، أو تمرس ، أو سأل ، أو حاول ، أو اكتشف... البحث العلمي هو الطريقة الوحيدة للمعرفة حول العالم. هو عملية فكرية منظمة لجمع وتحليل البيانات، لغرض من الأغراض. ويعرفه وايتني Whitney البحث بأنه (استقصاء دقيق يهدف إلي اكتشاف حقائق وقواعد علمية يمكن التحقق منها مستقبلا). ويعرفه leedy بأنه تحري أو فحص وتقصي شامل من أجل اكتشاف الحقائق وتفسيراتها الصحيحة أو مراجعة الاستخلاصات والنظريات والقوانين المستقرة في ضوء الحقائق المكتشفة أو هو التطبيق العلمي لهذه النتائج والنظريات والقوانين. وإذا أردنا أن نحدد مفهوم البحث العلمي ، فيمكن القول بأنه طريقة من طرق التفكير المنظم أو الدراسة الدقيقة التي تعتمد علي وسائل موضوعية لجميع البيانات ، وهي طريقة تؤدي إلي نتائج يمكن التثبت منها في أي وقت من الأوقات، كما يمكن تعميمها والخروج منها بقواعد علمية تسمح بتفسير الظاهرة وتتيح امكانية التنبؤ بها وضبطها.
حلقة البحث : إن حلقة البحث هي عموما ، شكلا من أشكال التعليم الأكاديمي ، سواء في الجامعات أو التي تقدمها منظمة تجارية أو مهنية. كما أنها وظيفة الجمع بين مجموعات صغيرة للإجتماعات متكررة ، والتركيز كل مرة على نحو موضوع معين ، والتي تمثل الجميع ومطلوب للمشاركة بنشاط. هذا هو غالبا ما يتحقق ذلك من خلال الأسلوب السقراطي في حوار مستمر مع زعيم ندوة أو معلم ، أو من خلال عرض أكثر رسمية من البحوث. عادة ، يجب أن لا يكون المشاركون مبتدئين في هذا المجال قيد المناقشة (في الجامعات الاميركية ، فصول دراسية تقتصر عموما على الطبقة العليا من الطلاب ، على الرغم من أن المملكة المتحدة وحلقات البحث في الجامعات الأسترالية وغالبا ما تستخدم لجميع السنوات).
تعريف حلقة البحث تعرف الحلقة البحث بالسيمينار وهى عبارة عن موضوع يتم بحثه بمعرفة باحثين تحت إشراف أستاذ أو مجموعة من العلماء ، وهى بمثابة منتدى يأخذ الصورة التعليمية الأكاديمية لأستاذ وطلابه أو عالم ومريديه وقد تتم ليوم واحد أو بشكل دورى وعلى فترات محددة. وكذلك تعرف حلقة البحث بأن يقوم طالب الدراسات العليا سواء أكان ماجستير أو دكتوراه بطرح فكرة أو موضوع لبحثه و يقوم الأساتذة بمناقشته فى الخطوات والأفكار وتقديم عنصر أو إزالة عنصر من عناصر البحث أو رفض الفكرة.
وهناك إختلاف بين حلقة البحث وورشة العمل: فورشة العمل هي تجمع متخصصين للتخطيط لمشروع بحثى معين لمناقشته والتحاور بشأنه وإبداء الرأى فيه بهدف تعميق فكر معين وغالباً ما تكون الورشة محدودة العدد وتعقد لمدة محددة فى مكان محدد ومنعزل أو بعيد لتأكيد الفراغ مع إتاحة الإمكانات المناسبة لتعميق فكر معين غير مسبق دون قيود وبحرية كاملة اعتماداً على تفاعل المتخصصين أثناء المناقشات وقد يقسم الباحثون أنفسهم إلى مجموعات كل منها يختص بجانب من الموضوع المطلوب بحثه وبوجه عام تكون نتائج ورشة العمل حصاداً للمناقشات وليست نتيجة رؤية مسبقة.
خصائص حلقة البحث 1- إن حلقة البحث تعد نشاطاً بحثياً جماعياً تغلب عليه روح الفريق. 2- المشاركون فى حلقة البحث لهم اهتماما بحثية مشتركة ، اى يجمعهم تخصص معين وبالتالى فإنهم يعزفون على وتر بحثى واحد. 3- قد تكون حلقة البحث أحد أنماط ورشة العمل. 4- ليس من الضرورى حسب هذا التعريف أن تنتهى حلقة البحث إلى رؤية موحدة بل يمكن أن تخلص إلى أراء متفاوتة واتجاهات متباينة.
أهداف حلقة البحث : يمكن تلخيص أهم أهداف حلقة البحث فيما يلى : 1- تعريف الطالب بالأسس العلمية للبحث العلمى. 2 - غرس مفهوم العمل الجماعى وروح الفريق فى نفوس وعقول الطلاب المشاركين فى حلقة البحث. 3- تعريف الطالب بالبناء الهيكلى واللغوى للبحث العلمى. 4- تعريف الطالب بالمناهج والأدوات البحثية ، وكيفية استخدام أنسب هذه المناهج والأدوات فى بحث دون الأخر. 5- تساهم المناقشات للخطط الأولية للبحوث فى جعل الطلاب يفكرون بصوت عال داخل قاعات البحث ، مما يعودهم على أداء وإنجاز الأعمال فى جو ديمقراطى. 6 - لما كان البحث العلمى فى جوهره ليس اقتباس أو نقلاً لأفكار الأخرين ، وإنما هو عمل ابتكارى ، لذا فإن حلقة البحث تهدف إلى خلق روح الابتكار والإبداع لدى الطلاب ، ليس فى مجال البحث العلمى فقط وإنما فى جميع المجالات مما يعود عليهم بالخير والفائدة بعد إتمام دراستهم فى الكليات أو المعاهد العليا التى يدرسون بها. 7 - تعريف الطلاب بالصعوبات والمعوقات التى يمكن أن تواجههم أثناء البحوث الميدانية ، وكيفية التغلب على هذه الصعوبات والمعوقات وتلافيها أثناء العمل الميدانى. 8 - تتطلب البحوث الميدانية التى يقوم بها الطلاب مقابلة شرائح عديدة ومتنوعة ومختلفة من أبناء المجتمع لملء وتعبئة استمارات الاستبيان التى تعد أهم أداة من أدوات البحوث الميدانية وهو ما يتطلب تعريف الطالب فى حلقة البحث بكيفية إجراء المقابلات مع المواطنين البسطاء وتهيئتهم لإجراء هذه المقابلات وطرح اسئلة الاستبيان عليهم بسلاسة ويسر. 9 - تعويد الطلاب على التردد على المكتبات وجمع المعلومات والبيانات من المراجع فى بطاقات معدة خصيصاً لغرض البحث العلمى . 10- إنهاء عزلة الطلاب المنطوين على أنفسهم ن والذين لايستطيعون التكيف مع الاخرين ن بإدماجهم فى فرق البحث وتشجيعهم على الاتصال وإجراء المقابلات مع المسئولين فى المؤسسات والهيئات الاجتماعية والشرائح المختلفة من أبناء المجتمع والتفاعل مع زملائهم داخل حلقات البحث وخارجها. 11 - الارتقاء بالمستوى اللغوى للطلاب ، وتنمية مهاراتهم فى الكتابة والصياغة اللغوية للأفكار والمعلومات التى تم تدوينها فى بطاقات أو تلك التى تم الحصول عليها من خلال تطبيق استمارات الاستبيان. 12 - إشاعة وترسيخ التفكير العلمى المنظم بين الشباب من طلاب الجامعات والمعاهد العليا. 13 - تهدف حلقة البحث أيضاً إلى تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية التى تهم شرائح عريضة من ابناء المجتمع ن وتسليط الضوء على هذه القضايا ومعالجتها بالبحث العلمى الهادف. 14 - تعويد الطلاب على الاستنتاجات المنطقية وتنمية مهاراتهم فى مجال التعليق على النتائج التى توصلت إليها بحوثهم الميدانية وعدم الاكتفاء بسرد هذه النتائج . 15 - تعريف الطلاب بالاسلوب العلمى فى إثبات المراجع ، سواء فى الهوامش أو فى نهاية البحث. 16 - تنمية القدرة الابتكارية لدى الطلاب بتشجيعهم على ابتكار أفكار مستحدثة تصلح كوضوعات بحثية. 17 - نظراً لعدم انطباق نظام الفصلين الدراسيين على مقرر ( حلقة البحث) واستمرار هذا المقرر طوال العام الدراسى ، كما هو الحال فى معاهد الخدمة الاجتماعية وبعض المعاهد والكليات الأخرى فإن الفرصة متاحة للطلاب من خلال هذا المقرر لإعداد بحوث جماعية والعمل بروح الفريق حيث يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة تتراوح بين 10 طلاب 20 أو 25 طالباً يشتركون معاً فى إعداد بحث متكامل حول إحدى القضايا الاجتماعية المهمة تحت إشراف أستاذ متخصص يتولى توجيههم وتعريفهم بالأساليب الحديثة فى البحث العلمى مما يعود على الطلاب بالفائدة وتحقيق الأهداف المرجوة والمنشودة للعملية التعليمية.
تنظيم حلقة البحث : تعد عملية تنظيم حلقة البحث من الاجراءات المهمة لتحقيق الاهداف الاساسية لهذا المقرر الدراسي وتتم عملية التنظيم علي مرحلتين رئيستين: (أ) تقسيم طلاب الفرقة الدراسية الي مجموعات كبيرة نسيبا يشرف علي كل مجموعة احد أعضاء هيئة التدريس من المختصصين في مناهج البحث، خاصة من لديهم خبرة سابقة ودراية تامة بالاساليب التدريسية والتدريبية في هذا المجال. (ب) يقوم المشرف علي حلقة البحث بتقسيم المجموعات التابعة له الي مجموعات فرعية او فرق بحثية يتراوح كل منها بين 10 – 25 طالبا حسب العدد الاجمالي للمجموعة الكلية. ويكلف كل فريق بحثي بإعداد بحث جماعي يعد بمثابة (مشروع تخرج) للطلاب، كما هو الحال في معاهد الخدمة الاجتماعية التي تولي هذا المقرر الدراسي لطلاب الفرقة الرابعة اهتماما كبيرا ويعد من أهم ما تميز به معاهد الخدمة عن غيرها من المعاهد العليا. وبعد تقسيم طلاب الحلقة الي فرق بحثية يجب علي المشرف مراعاة عدد من الامور أهمها أنه من الضروري ان يعي الطلاب ويفهمون فلسفة هذا المقرر الدراسي واهدافه وكيفية اختيار مشكلة البحث، والاسلوب الامثل لجمع البيانات والمعلومات عن المشكلة البحثية، وأهم المناهج والادوات التي تستخدم في مثل هذا النوع من البحوث، وغيرها من العناصر والامور المهمة التي يجب أن يلم بها الطلاب المشاركون في حلقة البحث. ويت انجاز موضوعاتها في نفس الوقت الذي يتم فيه التخطيط للبحوث واختيار موضوعاتها وتنظيم كل ما يتعلق بها. وتتطلب العملية التنظيمية للفرق البحثية اختيار قائد لكل فريق ليكون حلقة الوصل بين المشرف والطلاب. ويجب أن يتميز الطالب الذي يتولي هذه المسئولية القيادية بالشخصية القوية والثقافة والخلق الرفيع والديناميكية والتفاعل مع زملائه الطلاب، إذ أنه من غير المقبول اختيار طالب ضعيف الشخصية كثير الغياب او ذلك الطالب الذي ينفعل لأتفه الاسباب، أو غيره الفاتر البارد عديم الاحساس، فتلك كلها نماذج لا تصلح للقيادة. وتتطلب العملية التنظيمية أيضا استثمار طاقات الطلاب كل حس إمكاناته ورغباته، فهناك من يكلفون بجميع البيانات والمعلومات للجزء النظري من البحث وأخرون يتولون الرجوع للدراسات السابقة المماثلة ويتولي غيرهم تصنيف كروت البحث والصياغة الاولية ثم يتولي فريق أخر إعداد استمارة الاستبيان ومناقشتها مع المشرف وعرضها علي المحكمين ثم تطبيقها ميدانيا ويكلف أخرون بتفريغ بيانات الاستمارة بعد ملئها من قبل المبحوثين وتتولي مجموعة فرعية أخري تبويب وجدولة وتحليل هذه البيانات ثم تتم عملية الصياغة الاولية للجزء الميداني بواسطة احد الطلاب المتميزين بحثيا ولغويا. ويتولي إعداد الصياغة النهائية طالب اخر ويشارك معظم أفراد الفريق البحثي في الاستنتاجات ووضع التوصيات والمقترحات وهكذا نج أن حلقة البحث عمل متكامل ينمي روح الفريق والمشاركة الجماعية ويقضي علي الانانية والانعزالية والانطوائية التي قد يتصف بها احد الطلاب فيخرج الي الحياة العملية بفكر جديد وشخصية ايجابية سوية تتفاعل مع كل ما في المجتمع من أحداث.
صفات وواجبات المشرف علي حلقة البحث: تسند الكليات الجامعية والمعاهد العليا عملية الاشراف علي حلقات البحث لأعضاء هيئة التدريس المتميزين الذين يعتبرون (الإشراف) رسالة وأمانة في أعناقهم تجاه طلابهم ومؤسساتهم التعليمية التي ينتمون اليها. يمكن حصر أهم صفات وواجبات المشرف علي حلقة البحث فيما يلي: 1-أن يكون المشرف صاحب شخصية ديناميكية متفاعلة دائما مع الوسط الطلابي والمجتمع المحيط به. 2-أن يتصف بالتواضع وعدم الغرور. 3-أن يكون علي استعداد دائم للقاء طلابه والاستماع لوجهات نظرهم ومناقشتهم وتوجيههم، وألا يقتصر لقاؤه بطلابه داخل حلقات البحث فقط بل يمكن أن يتم هذا اللقاء في غير مواعيد المحددة بالجداول الدراسية. 4-أن يكون مقتنعا تماما بان دوره كمشرف علي حلقات البحث يختلف تماما عن دوره كمحاضر تقتصر مهمته علي القاء محاضراته في مدرجات كبيرة او صغيرة ففي حلقات البحث يجب أن يحدث التفاعل بينه وبين طلابه بشكل اكبر بكثير مما هو قائم في باقي المقررات الدراسية الاخري. فقد يقتصر الاتصال في معظم المقررات الدراسية علي الاتجاه الواحد بان يلقي الاستاذ محاضرة علي طلابه دون اتاحة الفرصة لهم للتعرف علي ردود أفعالهم اما في حلقات البحث فيجب ان يكون هناك ما يطلق عليه بـ(التغذية المرتدة) لاحداث التفاعل المطلوب بين الطلاب انفسهم وبينهم وبين أستاذهم مما يعود عليهم بالفائدة المرجوة، ويحقق الهدف الاساسي الذي من أجله وضعت حلقات البحث ضمن المقررات الدراسية. 5-أن تقوم العلاقة بين المشرف وطلابه علي الاحترام المتبادل فلا يسفه المشرف رأيا لطالب ولا يجرح مشاعره امام زملائه وإنما يوجهه بلباقة وكياسة ويفجر طاقته الابداعية خاصة في تلك المرحلة الجامعية التي تتدفق بالحيوية والنشاط والقدرة علي الانجاز وتحمل المشاق والصعاب. 6-ان يبتعد المشرف عن فرض أرائه الشخصية علي طلابه في حلقة البحث بل عليه ان يقنعهم وان يوجههم وان يكون نقده لأفكارهم وأعمالهم البحثية نقدا بناء يستفدون منه ولا يثبط هممهم ولا يصبيهم بالاحباط فينصرفون عن البحث ويفتر حماسهم وتفاعلهم مع استاذهم وهو ما يجب أن ينأي عنه كل من يتصدي لتدريس مقرر (حلقة البحث) والاشراف عليه. 7-ان يعي المشرف أن الاجيال الجديدة من طلاب الجامعات والمعاهد العليا في القرن الحادي والعشرين يتسمون بخصائص تختلف اختلافا كبيرا عن نظرائهم في القرن العشرين الذين كانوا يقرأون كثيرا ويحبون العلم حبا جما ويتمتعون بالصبر والنفس الطويل عند القيام بأبحاثهم العلمية، بينما الاجيال الجديدة التي نشأت في عصر الاقمار الصناعية والقنوات الفضائية وشبكات الانترنت تهوي الثقافة المرئية أكثر من الثقافة المكتوبة والمطبوعة التي تحويها صفحات الكتب والمراجع والدوريات العلمية والصحف اليومية والاسبوعية. ومن هذا المنطلق فإنه يجب علي المشرف ان يدفع طلابه لحب القراءة والاطلاع والبحث والتنقيب وأن يغرس في نفسهم روح المثابرة والصبر والأمانة في البحث.
أهمية البحث العلمي: 1- يعد البحث العلمي أحد الأدوات الأساسية التي يستعين بها الفرد والمجتمع من أجل تحسين شروط وظروف الحياة ، فالنظرة السريعة الشاملة لما يحيط بنا من تقدم في مجالات الاتصالات والطب والفضاء والزراعة، تؤكد بما لا يقبل مجالا للشك أن للبحث العلمي ثمرات هائلة ساعدت علي تحسين أوضاع الفرد وتنمية الجماعات والدول ، وتظل ثمرات البحث العلمي تتوالي مع تقدم الجهود البحثية وتراكم الخبرات والمهارات وتوافر المزيد من الباحثين المؤهلين والمتخصصين. 2- البحث العلمي كان وما زال أحد الأدوات الأساسية لنهوض المجتمعات وتطورها ، كما كان عاملا أساسيا وظيفته المجتمعات المتقدمة للتغلب علي كافة المشكلات الطبيعية والاجتماعية والبيئية التي تواجهها ، بدءا من التغلب علي مشكلات عدم كفاية الموارد وصولا لمعالجة المشكلات البيئية وانتهاء بتحليل دوافع مختاف السلوكيات الاجتماعية والضارة بالمجتمع كالاجرام والادمان وغير ذلك ، الأمر الذي مكن المجتمعات من التغلب علي معوقات نهضتها. 3- البحث مثل أداة حيوية وظيفتها المجتمعات من أجل تقدم حلول مبتكرة لمشكلاتها ، وهنا يكون الحكم علي مدي تقدم المجتمع مشروطا برصد مدي تطبيق الأساليب العلمية في رصد وفحص وعلاج المشكلات 4- أنه يساعد على رقى الأمم و تقدمها فى وقت قياسى لأن الباحث فى هذه الحالة وفق الطريقة العلمية التى تمكنه من اختصار الوقت و الوصول إلى النتائج من أقصر طريق. 5- أن البحث العلمى وسيلة للابتكار و الابداع كما أنه وسيلة لكشف الأخطاء الشائعة الناتجة عن الأبحاث المبتسرة و غير المنهجية . 6- البحث العلمى يعد وسيلة من وسائل التعليم الذاتى فمن خلاله يتعرف الطالب على أسلوب البحث و طريقته و يتعلم كيف يصل إلى المعلومات بنفسه أن و يطبقها فى الحياة العملية
أهداف البحث التربوي: 1- الهدف الأسمي للبحث التربوي هو الكشف عن المعرفة الجديدة . ومن خلال ذلك يقدم لنا الحلول والاجابات والبدائل التي تساعدنا في تعميق فهمنا للابعاد المختلفة للعملية التربوية وما يكتنفها من مشكلات وما نجهله من مجالاتها. 2- يساعدنا في تحديد فاعلية الطرق والأساليب المستخدمة وفهم الديناميات المعقدة في حجرة الدراسة وتطوير ممارستنا التربوية وتعميق نظرتنا إلي العملية التربوية علي أساس موضوعي سليم وتوجيه العمل التربوي عاي أساس من التعقل والاستبصار. 3- يساعدنا علي التوصل إلي أفضل السبل التي تمكننا من تطوير الجانبين النوعي والكمي للمخرجات التعليمية. 4- يساعدنا علي تنشيط مؤسساتنا التربوية وتجديد أوصال الحياة فيها. وفي برامجها ومعلميها وأنشطتها وطرائقها ومناهجها.
خصائص البحث التربوي: من الممكن تحديد الخصائص التي تشترك فيها معظم البحوث التربوية فيما يلي: 1- الموضوعية : لابد أن يكون البحث العلمي منزها عن هوي الباحث ، ويكون الهدف الرئيس له هو اكتشاف الحقيقة سواء اتفقت مع ميول الباحث أو لم تتفق. 2- التكرار والتعميم: يهتم الاستقصاء العلمي في المقام الأول بالتعميم وتعريف الخصائص العامة وأنماط السلوك المشتركة بين الأشياء والأحداث التي يتم ملاحظتها موضوعيا ، والتعميم يوفر علي الباحثين مشق تفسير السلوكيات منفصلة فبدلا من تفسير طريقة كل طالب في حل المشكلات الرياضية يسعي العلماء للتوصل للتفسيرات العامة التي تجمع كل أنماط حل المشكلات التي يستخدمها الطلاب. 3- البحث التربوي هادف: يبدأ الباحث بحثه بهدف محدد ، وهو مثلا الارتقاء بتحصيل الطلاب من خلال استخدام استيراتيجية تدريسية معينة . وفي الواقع لا جدوي من أي عمل إنساني لا يقوده هدف محدد. 4- القابلية للاختبار: لو توصل الباحث إلي فروض علمية حول كيفية تحسين التزام المعلمين بأهداف المدرسة واستيراتيجيتها، فإنه من الممكن استخدام بعض الاختبارات الاحصائية للتأكد من صحة أو عدم صحة الفروض التي سبق التوصل إليها حول الظاهرة. 5- الأمبريقية: يتصف البحث باتجاه أمبريقي قوي ويقصد بمصطلح أمبريقي الاسترشاد بالشواهد والدلائل التي نحصل عليها من الاجراءات المنظمة الموضوعية وليس من الخبرات الشخصية . 6- التفكير الاحتمالي: هناك خطأ شائع بأن نتائج البحوث مطلقة وأن الأحكام التي نخرج بها من البحوث أحكام صادقة دون أي شك. وهذا ليس هو الواقع. فاليقين ليس ممكنا في البحوث التربوية والاجتماعية بشكل عام, بل إنه ليس كذلك في العلوم الطبيعية ، وحتي اليقين النسبي أمر غير ممكن، وكل ما هو ممكن هو المعرفة الاحتمالية. ويضيف محمد منير بعض الخصائص وهي: 7- البحث يبدأ بسؤال في ذهن الباحث: إن الإنسان كائن فضولي يحب الإستطلاع . وحيثما نظر من حوله يجد من الظواهر والمظاهر ما يثير فضوله وحب استطلاعه. ويحمله علي التفكير والتساؤل . وهذه التساؤلات هي أول خطوة في البحث العلمي ومثل هذه الأسئلة هي التي يبدأ بها أي بحث علمي. 8- البحث يتطلب تحديد المشكلة بطريقة واضحة لا غموض فيها: إن البحث الجيد هو الذي يبدأ بصياغة بسيطة واضحة للمشكلة التي يتصدي لدراستها . وهذا يتطلب أن يكون الموضوع الذي يدور حوله البث والأهداف التي ينشد تحقيقها واضحة في ذهن الباحث . وعلي الباحث أن يترجم ذلك في صورة واضحة ومفهومة. 9- البحث يتطلب خطة: أي عمل يفسده الإرتجال . ويصدق بصفة خاصة علي البحث العلمي . وحتي يبتعد الباحث عن الإرتجال ينبغي عليه أن يعد خطة لبحثه يضمنها الخطوات والاجراءات التي سيتبعها في بحثه من البداية إلي النهاية. 10- البحث العلمي يتناول مشكلة رئيسة: من الطبيعي أن يكون لكل بحث مشكلة رئيسة تكون هدفا لدراسته. وقد تكون لهذه المشكلة مشكلات فرعية أو جوانب أخري متصلة بها. ويجب ألا تصرف هذه المشكلات الفرعية نظر الباحث عن رؤية المشكلة الكبري في جوهرها مما يساعد علي حسن تحديد مشكلته وموضوع بحثه. 11- البحث يستمد توجهاته من الفروض التي يقوم عليها: بعد أن ينتهي الباحث من تحديد مشكلته الرئيسة وما تتضمنه من أبعاد ومشكلات فرعية عليه أن يصوغ هذه الأبعاد أو المشكلات الفرعية في صورة فروض توجه تفكيره في طريقة تناول المشكلة وبالتالي تساعد في حلها. 12- البحث يتعامل مع الحقائق ودلالتها: بعد تحديد المشكلة وأبعادها الفرعية وصياغة الفروض التي تتناسب مع هذه الأبعاد الفرعية يقوم الباحث في ضوء هذه الفروض بجمع الحقائق والمعلومات المتصلة بالمشكلة وترتيبها وعرضها وتنظيمها بطريقة مناسبة تساعد علي تفسيرها. فكثير من الحقائق والمعلومات تستمد قيمتها من الطريقة التي تعرض بها او تنظم علي أساسها. 13- البحث العلمي عملية مستمرة: البحث العلمي عملية دينامية مستمرة. فالبحث يولد بحوثا أخري ولا يمكن أن تتوقف حركة البحث العلمي في أي ميدان طالما أن الهدف هو الكشف عن المعرفة الجديدة. حتي في الموضوعات التاريخية القديمة فقد تظهر وثائق جديدة أو معلومات أخري تضفي تفسيرات جديدة. أو قد تتفق بصيرة باحث حديث عن قراءة فريدة للوثائق القديمة. وقد يأتي باحث ليقوم ببحث سبقه إليه باحث آخر ويتوصل إلي نتائج مختلفة وتفسيرات مختلفة. إن بحر العلم واسع زاخر وكل باحث يغترف منه بمقدار ولكل مجتهد نصيب..
الصفات الواجب توافرها في الباحث : (1) اتساع الأفق العقلي وتفتح العقلية: تحرر العقل والتفكير من التحيز والجمود، والخرافات والقيود التي تفرض على الشخص أفكاراً خاطئة وأنماطاً غير سليمة من التفكير. والإصغاء إلى آراء الآخرين وتفهُّم هذه الآراء واحترامها حتى لو تعارضت مع آرائه الشخصية أو خالفها تماماً. ورحابة صدر الباحث وتقبُّل النقد الموجه إلى آرائه من الآخرين، والاعتقاد في نسبية الحقيقة العلمية، وأن الحقائق التي نتوصل إليها في البحث العلمي ليست مطلقة ونهائية. (2) حب الاستطلاع والرغبة المستمرة في التعلم: الرغبة في البحث عن إجابات وتفسيرات مقبولة لتساؤلاته عما يحدث أو يوجد حوله من أحداث وأشياء وظواهر مختلفة، والمثابرة والرغبة المستمرة في زيادة معلوماته وخبراته، واستخدام مصادر متعددة لهذا الغرض ومنها الاستفادة من خبرات الآخرين. (3) البحث وراء المسببات الحقيقية للأحداث والظواهر: الاعتقاد بأن لأي حدث أو ظاهرة مسببات ووجوب دراسة الأحداث والظواهر التي يدركها الباحث من حوله ويبحث عن مسبباتها الحقيقية، وعدم الاعتقاد في الخرافات، وعدم المبالغة في دور الصدفة، وعدم الاعتقاد في ضرورة وجود علاقة سببية بين حدثين معينين لمجرد حدوثهما في نفس الوقت أو حدوث أحدهما بعد الآخر. (4) توخي الدقة وكفاية الأدلة للوصول إلى القرارات والأحكام: الدقة في جمع الأدلة والملاحظات من مصادر متعددة موثوق بها وعدم التسرع في الوصول إلى القرارات والقفز إلى النتائج ما لم تدعمها الأدلة والملاحظات الكافية. واستخدام معايير الدقة والموضوعية والكفاية في تقدير ما يجمعه من أدلة وملاحظات. (5) الاعتقاد بأهمية الدور الاجتماعي للعلم والبحث العلمي: الإيمان بدور العلم والبحث العلمي في إيجاد حلول علمية لما تواجه المجتمعات من مشكلات وتحديات في مختلف المجالات .
الصفات الواجب توافرها في المشرف: يعتمد نجاح البحث والباحث على المشرف اعتمادا كبيرا ولا يمكن إغفال دوره المهم خاصة وأن الباحث في هذه المرحلة يكون ذا خبرة متواضعة في مجال البحث العلمي لذا فهو بحاجة مستمرة إلى نصائح وتوجيهات المشرف ، ومن الجدير بالذكر ان علو شأن المشرف وارتفاع مكانته وسمعته العلمية تعتمد على كفاءة البحوث التي ينجزها طلبته لذا يمكن القول أن العلاقة بين الطالب والمشرف علاقة تبادلية أحدهما يعتمد على الآخر في تحقيق أهدافه العلمية وهناك بعض الصفات الواجب توافرها في المشرف وهي: 1- أن يكون المشرف مدرسا جيدا وساهم في تأليف الكتب المنهجية فضلا عن إشرافه على العديد من طلبة الماجستير والدكتوراه . 2- أن يكون باحثا جيدا ولديه العديد من البحوث العلمية القيمة المنشورة في دوريات علمية محكمة داخل البلد وخارجه . 3- أن يكون بإمكانه مساعدة الطالب في الحصول على المنح المالية أو الدعم المادي من الشركات فضلا عن مساعدته في الحصول على البرمجيات والمعدات التي يحتاجها في بحثه . 4- أن يمتلك اتصالات دولية جيدة وله اهتمام بتنظيم والاشتراك في المؤتمرات العلمية . 5- أن يكون عضوا فعالا في فريق بحث ويحضر اللقاءات التي يعقدها أعضاء هذا الفريق ويفضل لو كان عضوا في أكثر من فريق بحث. ولا يختلف البحث مع ضرورة توفر هذه الصفات في المشرف ولكن لا يمكن اعتبار الأستاذ الذي لا تتوفر فيه كافة هذه الصفات مشرفا سيئا أو غير جدير بالاختيار. 6- النظر إلى المشرف كأحد أفراد العائلة وهنا لابد من توفر عنصر المحبة والاحترام المتبادل بين الطرفين ، وأن يكون المشرف المثل الأعلى الذي يسعى الطالب إلى الاقتداء به . 7- العلاقة بين الطالب والمشرف علاقة إنسانية بحتة تخضع لكل المتغيرات التي تتحكم بالنفس البشرية لذا يفضل النظر إلى المشرف على أنه إنسان له انفعالاته وليس ملاكا حتى يستمر التعامل بينهما بسهولة ويسر وتجاوز التوتر والإنفعالات التي قد تحصل بينهما .
أنواع البحوث التربوية: لا يوجد اتفاق حول كيفية تصنيف البحوث التربوية، لاختلاف معايير التصنيف ، وفي الحقيقة فالتصنيف ليس مهما في حد ذاته ، إلا بقدر ما يخدم تحليل عمليات البحث وخطواته. أولا : تصنيف البحوث وفقا للغرض منها ثانيا : تصنيف البحوث وفقا لمنهجها ثالثا : تصنيف البحوث وفقا للتصميم رابع : تصنيف البحوث وفقا لنوع البحث خامسا : تصنيف البحوث وفقا للقائم بالبحث سادسا:تصنيف البحوث وفقا لمدخل البحث: أ ـ بحوث ذات مدخل واحد، وهي المعنية بدراسة مشكلة تربوية من بُعد واحد من الأبعاد. ب ـ بحوث ذات مداخل متعددة، وهي المسؤولة عن دراسة مشكلة تربوية من أبعاد مختلفة، من مثل: تاريخي، اجتماعي، اقتصادي، ثقافي، وعلاقتها بغيرها وبالنظر إلي التصنيفات السابقة نجد أن ما يهمنا في مجال دراستنا هو تصنيف البحوث وفقا للتميم، ووفقا للغرض منها، ووفقا لمنهجها . أما تصنيف البحوث وفقا لأنوعها فتصنف إلي أبحاث ورسائل ماجستير ورسائل دكتوراه أما تصنيف البحوث وفقا للقائم بها فتصنف إلي بحوث يقوم بها الطالب بالمدرسة أو الجامعة أو طالب الدراسات العليا ، أو المدرس أو الأستاذ الجامعي
أولا : تصنيف البحوث وفقا للغرض منها: تصنيف البحوث وفقا للغرض منها إلي ثلاثة أنواع هي: 1- البحوث الأساسية (Basic Research) 2- البحوث التطبيقية (Applied Research ) 3- بحوث التقويم وهناك بعض الأدبيات التي أضافت البحث الموقفيAction Research
1- البحوث الأساسية (Basic Research) البحوث الأساسية أو النظرية تهدف إلي توسيع حدود المعرفة بالنسبة إلي ظاهرة معينة ، وهي تهتم بالمبادئ الأساسية للسلوك أكثر من اهتمامها بتطبيق نتائج البحث علي المشكلات . كما أنها تختبر النظريات وتدرس العلاقات بين الظواهر حتي يمكن فهمها ، ويقصد بفهم الظاهرة القدرة علي تفسيرها، وقد يكون للنظرية سند علمي أو لا يكون، وإذا أمكن تحقيق النظرية باستمرار عن طريق البحث فإنها تصبح في هذه الحالة قانونا ، والقانون في العلم عبارة لها أثاث نظري قابلة للتعميم علي حالات فردية كثيرة ، أي أنه قادرا علي تفسير هذه الحالات ، ومعني ذلك أن مهمة البحوث الأساسية اختبار النظريات، حتي يمكن تحقيقها أو تعديلها أو رفضها. وبتحديد العلاقات الأمبريقية بين الظاهرات تستطيع البحوث الأساسية اكتشاف القوانين والمبادئ العلمية ، وترتبط نتائج البحث الأساسي بالبحوث السابقة والمعرفة داخل العلم أو الدراسة الأكاديمية. ويقوم البحث الأساسي بتكوين وتنمية كل متكامل من المعرفة العملية القائمة علي القوانين والمبادئ العلمية. وقد يؤثر البحث الأساسي علي البحث التطبيقي وذلك بالتعرف علي بعض النظريات التي يمكن تطبيقها في مجال معين ، مثل الطب والتربية. وبذلك يمكن اختبار النظريات التنظيمية المتعلقة بالمؤسسات في المواقف التربوية لإيجاد نظريات عن الإدارة التربوية . كذلك نجد أن نظريات التعلم والنمو المعرفي والابتكار وغيرها قد تم اختبارها في البرامج التعليمية. ونجد أن طرق البحث الأساسي وبخاصة القياس والاحصاء تستخدم أو تطبق في البحث التطبيقي و بحوث التقويم.
2- البحوث التطبيقية (Applied Research ) يهدف إلي تحسين الواقع العلمي من خلال اختبار النظريات في مواقف حقيقية ، وهو يستخدم المنهج العلمي لبناء العلاقات واختبار النظريات بدقة. وتهدف البحوث التطبيقية إلي:- أ- التأكد من صحة و دافعية القوانين. ب-تطبيق ما يتم التوصل إليه من قوانين ونظريات. وتختبر البحوث التطبيقية فائدة النظريات العلمية وتحدد العلاقات الأمبريقية والتحليلية في مجال معين. فالعالم مثلا قد يبحث ويحاول أن يفهم الذكاء الإنساني في تعبيراته المختلفة بما فيها التعلم في المدرسة ، أما الباحث التربوي فإنه قد يحدد العلاقة بين الذكاء والتحصيل ، أو العلاقة بين أنواع مختلفة من طرق التدريس والتحصيل، ولابد من أن نفرق بين البحوث التطبيقية وبين الغرض من البحث ووظيفته. ورغم أننا نطلق علي هذا النوع بحوثا تطبيقيا إلا أن نتائج معظم الدراسات التطبيقية تعتبر معرفة عامة بالنسبة لمجال معين، والتوصيات ومضمينها تكون عامة وليست توصيات خاصة قابلة للتنفيذ المباشر، إلا أن البحث التطبيقي يؤثر في طريقة الممارسين في التفكير وإدراكهم للمشكلات العامة. والنتيجة النهائية المقصودة للبحث التطبيقي هي الحصول علي معرفة قائمة علي البحث في مجال معين، ويمكن اإحساس بنتائج البحث التطبيقي بشكل غير مباشر علي مدي فترة من الزمن. وتهتم البحوث التطبيقية بمساعدة الادارة في اتخاذ قرارات أفضل حيث أنها غالبا ما ترتبط بالمجالات المهنية، وتكون هذه الأبحاث موجهة نحو حالات محددة من المؤسسة، ونتائجها تعمل كدليل في عملية اتخاذ القرارات ، ويمكن التميز ما بين البحث الأساسي والتطبيقي من خلال شمولية البحث. إن من الخصائص المرغوبة في البحث النظري هو الشمولية والكمالية . ولكن في البحث التطبيقي تكون محددة بالمعلومات المطلوبة لمتخذ القرار.
3- بحوث التقويم: ترتكز بحوث التقويم علي الممارسات العملية في موقع عمل معين. وقد تكون هذه الممارسات برنامجا أو إنتاجا أو عملية . ووجود الموقع أمر أساس في بحوث التقويم ، حيث يسعي هذا النوع من البحوث إلي معرفة نواحي القوة والضعف في العمل، وتحديد الصفات التي تتميز بها نواتج العمل في موقع أو مواقع معينة ، ومدي تحقيق العمل لأهدافه ، كما يحدد التقويم جدوي العمل ومدي استحقاقه لنفقات تطويره، أو تنفيذه أو تبنيه علي نطاق واسع. يقوم بالتقويم عادة باحث في مجال معين، وتعتبر بحوث التقويم في قوة وصلابة النوعين الآخرين : ( البحوث الأساسية ، البحوث التطبيقية) . ولابد للقائم ببحوث التقويم من تدريب خاص في طرق وأساليب التقويم ، كما يجب أن يكون علي دراية بطبيعة العمل الذي يريد تقويمه، كما يجب أن يكون ماهرا في علاقاته الإنسانية وفي أسس التفاهم والتواصل. وتهتم كل من البحوث التطبيقية والتقويم بدراسة نفس الأعمال المشتركة بين عدة مواقع تربوية، إلا أن التقويم يركز علي التنفيذ الخاص للعمل في الواقع ، أما البحوث التطبيقية فإنها تهتم بالمجال العام للعمل . وذلك لأن بحوث التقويم تصمم بحيث يمكن الإستفادة منها مباشرة في موقع العمل لاتخاذ قرار بصدد هذا العمل، ويمكن لبحوث التقويم أن تستثير بحوثا أخري أو تطور طرقا ومناهج للدراسة. والغرض النهائي المقصود من التقويم هو تحسين العمل وأساليبه ، كذلك زيادة المعرفة وتحسينها في المجالات التطبيقية المرتبطة بالعمل.
4- البحث الموقفي Action Research بدأت حركة البحث الموقفي في الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر الأربعينيات من هذا القرن ووصلت إلي قمتها في بداية الستينات . وكان من الأسباب التي أدت إلي ظهور البحث الموقفي هو عدم تطبيق نتائج البحوث التقليدية وعدم وجود أجهزة مسئولة عن هذا التطبيق. وهناك تسميات أخري عربية للبحث الموقفي إلا أنها غير دقيقة وتختلطبمسميات لأنواع أخري من البحوث وقد آثرنا استخدام مصطلح البحث الموقفي لأنه يتضمن موقفا أو مشكلة تتطلب إتخاذ قرار سريع ..فقد يريد المعلم معرفة مدي مناسبة طريقة تدريسية أو مادة تعليمية لتلاميذه وهو في الوقت نفسه لا يريد الدخول في العمليات التفصيلية والدقة العلمية الكبيرة التي تتميز بها البحوث التطبيقية . ولذلك يلجأ إلي البحث الموقفي ليختبر طريقته أو مادته دون أن يضيع وقتا أو جهدا كبيرا. ويتضمن البحث الموقفي تطبيق خطوات الطريقة العلمية علي مشكلات التعليم المدرسي إلا أنه يستخدم عادة أعلي درجة من الواقعية وأبسط درجة من الضبط والدقة العلمية . ذلك أن البحث الموقفي ذو طابع علمي تطبيقي يقوم علي المعرفة الوظيفية التي تتطلبها طبيعة الموقف أو المشكلة . ولا يتطلب الدقة العلمية في البحوث الأخري من حيث المنهج أو أسلوب التحليل أو اختبار العينة أ المعالجة الإحصائية المعقدة. فهو يعالج مشكلة ونتائجه متعلقة بهذا الموقف او تلك المشكلة . وقد يعتبر هذا نقدا للبحث الموقفي من حيث أن نتائجه محدودة التطبيق ولا يضيف رصيدا علميا كبيرا إلي البناء المعرفي التربوي. ويتشابه البحث الموقفي مع البحث التطبيقي في كثير من الجوانب إلا أنه يختلف عنه أساسا فيما يتعلق بتعميم النتائج الذي يسمح به البحث التطبيقي. وكثير من البحوث الموقفية تجري في حجرة دراسية واحدة ويقوم بالبحث مدرس واحد وإن كان من الممكن أن يقوم به أكثر من مدرس وفي أكثر من فصل.ويتركز إهتمام البحوث الموقفية علي الحصول علي معلومات معينة بشان موضوع معين وليس علي تعميم النتائج العامة. إن الميزة الرئيسة للبحوث الموقفية أنها تزود المعلمين والمربين بالأساليب الموضوعية العملية لحل المشكلات والتي تفوق كثيرا الإعتماد علي الخبرة الشخصية او التعويل علي الهيئات الأخري أو غيرها من الممارسات التي توجه القرارات التربوية. فالبحث الموقفي يركز علي مشكلات الفصول الدراسية أكثر من تركيزه علي الحصول علي معلومات علمية تعني علم التربية. كما ان البحث الموقفي يقدم للمعلم فرصة النمو المهني وسط الأجهزة البيروقراطية والروتينية فإنه يساعد المدرسة أيضا علي زيادة نشاطها ونموها وخلق الجو المهني الفضل.فالبحث الموقفي إذن وسيلة للتجديد التربوي في المدرسة وأسلوب من أساليب التدريب أثناء الخدمة للمعلمين لرفع مستوي كفاءتهم وزيادة مهاراتهم التدريسية والمهنية. وهو فضلا عن ذلك يكسر الحواجز بين البحث الأكاديمي وبين واقع الموقف التعليمي.
ثانيا : تصنيف البحوث وفقا لمنهجها: حيث يصمم كل منهج للإجابة علي نوع مختلف من الأسئلة ومن تلك البحوث: 1- البحوث التاريخية 2- البحوث الوصفية 3- البحوث الارتباطية 4- البحوث التجريبية 5- البحوث السببية المقارنة
1-البحوث التاريخية Historical research: لهذه البحوث أيضاً طبيعتها الوصفية فهي تصف وتسجل الأحداث والوقائع التي جرت وتمت في الماضي، ولكنها لا تقف عند مجرد الوصف والتأريخ لمعرفة الماضي فحسب، وإنما تتضمن تحليلاً وتفسيراً للماضي بغية اكتشاف تعميمات تساعدنا على فهم الحاضر بل والتنبؤ بأشياء وأحداث في المستقبل. ويركز البحث التاريخي عادة على التغير والتطور في الأفكار والاتجاهات والممارسات لدى الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات الاجتماعية المختلفة. ويستخدم الباحث التاريخي نوعين من المصادر للحصول على المادة العلمية وهما المصادر الأولية والثانوية، وهو يبذل أقصى جهده للحصول على هذه المادة من مصادرها الأولية كلما أمكن ذلك.وتتعرض بيانات البحث التاريخي إلي نوعين من النقد للحكم علي ملاءمتها: الأول هو نقد خارجي يتعلق بموثوقية الوثيقة وأصالتها وسلامتها، والثاني النقد الداخلي ، ويتعلق بدرجة الثقة والسلامة والمصداقية بمحتوي المصدر، ويختلف البحث التاريخي عن البحوث الأمبريقية في أن البيانات لا تجمع من أفراد حاليين، ولكنها تجمع من مصادر أولية وثانوية، والمصادر الأساسية للبحوث التاريخية موجودة في المكتبات وفي السجلات المدرسية ، والبيانات الاحصائية ، وسجلات الحاسب الآلي، وغيرها ويجب تحديد العلاقات بين الحقائق والمتغيرات، ثم تكون منها التفسيرات والخلاصات المطلوبة، وأخيرا تجمع أجزاء البحث وتنظم زمنيا أو جغرافيا أو حسب الموضوعات. ومن سلبيات هذا النوع من البحوث صعوبة إثبات تفسيرات البيانات التاريخية بمجرد جمعها، كما يصعب تحديد الأحداث الماضية لقلة المعلومات المتوفرة ، كما يصعب تفسير الأحداث التاريخية بدلالة المواقف والأفراد، أو التدليل علي صحة افتراضات البحث ، كما يصعب بناء العلاقات السببية، ومن ايجابياتها سهولة ووضوح تحديد بعض الحقائق التاريخية بوضوح بمجرد صياغة البيانات بطريقة كمية ومعالجتها بطريقة إحصائية، ويجب هنا تحديد مشكلة البحث بشكل دقيق وضمن حدود معقولة، والإجراءات المستخدمة في البحث التاريخي هي أساسا نفس الإجراءات المستخدمة في أنواع البحوث الأخري . ويستخدم البحث التاريخي خطة شبيهة بالطريقة العلمية مكونة من ست خطوات هي: 1- التعرف علي المشكلة وعزلها 2- تكوين عدد من الأسئلة حول المشكلة 3- جمع البيانات من مصادرها وتصنيفها ، مع تحديد الحقائق عن طريق النقد الداخلي والخارجي. 4- تنظيم الحقائق في نتائج 5- تكوين الخلاصات 6- كتابة تقرير يقدم البحث في شكل منظم
2- البحوث الوصفية Descriptive research: تهدف البحوث الوصفية إلى وصف ظواهر أو أحداث معينة وجمع الحقائق والمعلومات عنها ووصف الظروف الخاصة بها وتقرير حالتها كما توجد عليه في الواقع . وفي كثير من الحالات لا تقف البحوث الوصفية عند حد الوصف أو التشخيص الوصفي، وتهتم أيضاً بتقرير ما ينبغي أن تكون عليه الظواهر أو الأحداث التي يتناولها البحث. وذلك في ضوء قيم أو معايير معينة، واقتراح الخطوات أو الأساليب التي يمكن أن تُتبع للوصول بها إلى الصورة التي ينبغي أن تكون عليه في ضوء هذه المعايير أو القيم. ويُستخدم لجمع البيانات والمعلومات في أنواع البحوث الوصفية أساليب ووسائل متعددة مثل الملاحظة، والمقابلة، والاختبارات، والاستفتاءات .ويعتمد البحث في تفسير نتائجه بشكل كبير علي زمن الدراسة وحجم العينة، وهذا النوع من البحوث أكثر من مجرد بيانات ويجب علي الباحث مناقشة البيانات والوصول إلي تفسير ملائم ، واكتشاف المعاني والعلاقات الخاصة بها، ويتفاوت عدد الأفراد في الدراسة الوصفية ، فالعدد قليل في دراسة الحالة، في حين قد يكون كبيرا جدا في الدراسات المسحية والتي قد تصل لدراسة جميع أفراد المجتمع الأصلي في المسح الشامل ، وتنقسم البحوث الوصفية إلي: أ- البحث المسحي. ب- البحث التحليلي. ج- دراسة الحالة
أ- البحث المسحي. المسح لغة هو: " إلقاء نظرة شاملة وفاحصة على موضوع معين بغرض فهمه و إدراك مختلف جوانبه وتداخلاته وأبعاده. البحث المسحي هـو ذلك النوع من البحوث الذي يتم بواسطته استجواب جـميع أفراد مجـتمع البحث أو عينة كبيرة منهم ، وذلك بهدف وصف الظاهرة المدروسة من حيث طبيعتها ودرجة وجودها فقط ، دون أن يتجـاوز ذلك دراسة العـلاقة أو استنتاج الأسباب. ويعد البحث المسحي من أقدم الطرق المستخدمة في البحث. ويندرج تحت هذا النوع عدد من مناهج البحث التي تشترك في هدف واحد هو الحصول على المعلومات من مجموعة من الأفراد بشكل مباشر. ورغم أن البحوث المسحية تستخدم الاستبيان أو المقابلة إلا أن البحوث المسحية أكثر من مجرد توجيه أسئلة. والقاعدة الأولي فى البحوث المسحية هو معرفة نوع البيانات التي يريد الباحث الحصول عليها، ولذلك يجب القيام بالبحوث المسحية في ضوء مجموعة من الأهداف يريد الباحث تحقيقها. و الدراسة المسحية دراسة شامـلة لعدد كبير من الحالات في وقت معين. كما يعد منهج البحث المسحي من أكثر طرق البحث التربوي استعمالا؛لأنه يمكننا من جمع وقائع ومعلومات موضوعية قدر الإمكان عن ظاهرة معينة ، أو حادثة مخصصة، أو جـماعة من الجـماعات، أو ناحية من النواحي(صحية ، تربوية ، اجتماعية..). ويعمل الباحث فيه على تحليل واقع الحال للأفراد في منطقة معينة من أجل توجيه العمل في الوقت الحاضر وفي المستقبل القريب وقد تطور المنهج المسحي بتطور البحوث العلمية فصار من أكثر الطرق استخداما فنجده في صفحات الانترنت لمسح آراء المتصفحين في قضية ما، أو في شاشات التلفزيون عند مناقشة سلوك أو ظاهرة معينة، لذا فقد حضي المنهج المسحي في وقتنا الحاضر بممارسات جعلت منه منهجا علميا حيويا وفاعل . وهناك ثلاثة أنواع من البيانات التي نحصل عليها من المشاركين في البحث المسحي هي: - الحقائق وهي أي شيء يمكن التحقق منه بشكل مستقل وموضوعي. - الآراء وهي تعبير عما يعتقد الشخص أو يؤمن به أو يشعر به وهي أمور نسبية تختلف من شخص لآخر. - السلوك وتشير إلى فعل قام به المستجيب
تصنيف البحوث المسحية: فقد صنف الكثير من كتاب المناهج البحثية المنهج المسحي كلا حسب منظوره ومفهومه ، وفيما يلي نظرة لبعض هذه التصنيفات: • التصنيف وفقا للميدان الذي يقوم الباحث بمسحه • التصنيف وفقا للمجال • التصنيف وفقا للعينة • التصنيف وفقا للبعد الزمني • التصنيف وفقا للهدف من المنهج المسحي :المسح Survey :ونعني به أن يجمع الباحث بيانات مجتمع الدراسة كله . - مسح عينةA sample survey : ونعني أن يجمع الباحث بياناته عن عينة للمجتمع فقط . * التصنيف وفقا للميدان الذي يقوم الباحث بمسحه فيمكن أن تصنف وفق ذلك إلى: 1- المسح المدرسي: الذي يدرس الميدان التربوي بأبعاده المختلفة مثل: المعلم، المتعلم، الوسائل، الطرق، الأهداف، المناهج،و غيرها. هادفة إلى تطوير العملية التربوية،ووضع الخطط المناسبة لذالك؛إذا فالمسح المدرسي يمثل الخطوة الأولى التي يتم فيها جمع البيانات لوضع خطط التطوير . 2- المسح الاجتماعي: فيتعلق بدراسة قضايا المجتمع المختلفة مثل توزيع السكان، العادات، الأسرة، والتي تمثل خطوة مبدئية مهمة لتطوير المجتمع . 3- دراسات الرأي العام: وتتعلق دراسات الرأي العام بمسح أراء الجماعة و | |
|